من قلب القاهرة أطلقت ” ليفنى ” وزيرة خارجية الدولة الصهيونية تصريحاتها باجتياح غزة وتدمير المقاومة الفلسطينية عسكريا خلال لقاءها الأخير بمبارك ، ولا يوجد ما هو أكثر من ذلك للتدليل ليس فقط على تواطأ نظام مبارك مع العدوان الصهيونى الأخير على غزة ، بل أيضا للتدليل على موقف هذا النظام من القضية الفلسطينية على وجه العموم ، وانه حليفا للكيان الصهيونى وعدوا للمقاومة .ليس هذا فقط ما يؤكد موقف النظام من عمليات القتل التي تمارسها الآلة العسكرية الصهيونية بشكل يومي ضد الفلسطينيين ، بل هناك الكثير من الشواهد التي لا حصر لها أبرزها كان إغلاق معبر رفح أمام المعونات الطبية والغذائية وعبور المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية .مع العلم أن هناك سبعة معابر تفصل بين قطاع غزة وبين الخروج منه أو الدخول إليه ، يسيطر الكيان الصهيونى على ستة من هذه المعابر ، ويسيطر نظام مبارك على سابعهم وهو معبر رفح .وإذا كان مفهوما الموقف الصهيونى في إغلاق المعابر الستة بوصفه في حالة حرب دائمة مع المقاومة الفلسطينية ، فلا يمكننا فهم موقف نظام مبارك في إغلاق معبر رفح بمعزل عن هذا ، وهو أن دور هذا النظام ينحصر في إحكام الحصار على قطاع غزة لتحقق عملية الاجتياح الصهيونى الجوى والبحري والبرى أقصى درجات النجاح والتأثير وصولا إلى هدفها النهائي ، وهو كسر شوكة المقاومة الفلسطينية في غزة ، وتدمير البنية التحتية لحركة حماس ، من اجل شل سيطرتها على القطاع ووضعه تحت السيطرة الشكلية لحكومة العملاء ” أبو مازن ودحلان ” .إن العدو اليوم ليس الدولة الصهيونية وأمريكا فقط بل أيضا الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام مبارك . تلك الأنظمة التي تمارس قمعها اليومي ضد مظاهرات واحتجاجات الجماهير العربية المناهضة للمذابح الصهيونية والمتضامنة مع جماهير غزة ، سقطت أقنعتها المزيفة حول مساعي كل منها من اجل حقوق الشعب الفلسطيني .فهذه المرة لم يسعفهم الوقت لدفن رءوسهم ” كالعادة ” داخل قاعات قممهم العربية الذليلة ، بل كانت الفضيحة على الملأ بعد أن توجهوا إلى مجلس امن ” الولايات المتحدة والكيان الصهيونى ” بمشروع قرار لوقف إطلاق النار الذي تم رفضه ضمنيا من قبل مجلس الأمن وحتى بعدما صدر فلم يتحقق شىء على ارض الواقع ! …..والهدف واضح كما الشمس وهو إعطاء فرصة للكيان الصهيونى لاستكمال مذابحه في غزة خاصة المرحلة الحالية والاهم بالنسبة له وهى مرحلة الاجتياح البرى .نحن لا ننتظر من تلك الأنظمة العميلة والخاضعة للإدارة الأمريكية وإسرائيل سوى مزيد من الخيانة ، والأمل الحقيقي في المقاومة الفلسطينية المسلحة سواء تمثلت في حركة حماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية أو في الفدائيين من أبناء الشعب الفلسطيني غير المنتمين لأيا من هذه التيارات ، هذه المقاومة هي من يحتاج إلى دعمنا وتضامنا بلا اى شروط ، ليس انطلاقا من اتفاقنا أو اختلافنا السياسي مع فصائلها المختلفة ، وإنما انطلاقا من أنها الدرع الأخير لمقاومة وجود الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، ولانها الحائز على ثقة الشعب الفلسطيني بداية من اختياره احد فصائلها وهى حركة حماس كحكومة فلسطينية ، وانتهاء بازدياد ثقته فيها بعد الاجتياح الأخير على الرغم من وجودها خارج السلطة بعد انقلاب حكومة أبو مازن العميلة على حكومة حماس .وسوف يقمع نظام مبارك احتجاجاتنا ومظاهرتنا التضامنية مع غزة ، وسوف يستمر في منع قوافل الإغاثة من الدخول عبر معبر رفح ، ولكن ليس أمامنا من سبيل سوى الاستمرار ومقاومة القمع .علينا نحن جماهير الشعب المصري الضغط على نظام مبارك من اجل فتح معبر رفح ، فإذا كان هو متواطأ مع الاجتياح الاسرائيلى لقطاع غزة ، فلن نشارك نحن في هذا التواطؤ بصمتنا ، بل لنتظاهر ، ولننظم قوافل الدواء والأغذية ، فهذا النظام المنبطح دائما أمام الصهيونية والاستعمار ، اضعف من أن يصمد أمام ضغط جماهير الشعب المصري إذا خرجت إلى الشوارع والميادين تطالب بفتح معبر رفح وبطرد السفير الصهيوني من مصر وإغلاق سفارته ، ولنا من الانتصارات التى حققتها الحركة العمالية المصرية خلال الاعوام الاخيرة ما يزيدنا املا فى ان تتكرر تجربة النضال الجماهيرى من اجل المطالب الاجتماعية والديمقراطية فى احداث التضامن مع غزة ، فكل انتصار للمقاومة الفلسطينية هو انتصار للحركة الجماهيرية فى مصر ، وكل انتصار لنضال الفقراء والكادحين فى مصر هو انتصارا للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونيةإن الحرب لن تنتهي حتى إذا وقف إطلاق النار وسكتت المدافع عن غزة ،وانتهائها مرتبط بانتهاء وجود الدولة الصهيونية على ارض فلسطين ، ولذلك علينا أيضا ألا نتوقف عن التحرك من اجل التضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة بكافة الاشكال والوسائل على طريق تحقيق هذا الهدف
عاشت المقاومة المسلحة فى فلسطين
الاشتراكيون الثوريون
No comments:
Post a Comment