بيريل والمرأة والرأسمالية

إعلان كما يلي : أربعة من الشباب يجلسون .. تدخل عليهم "مزة جامدة" لتسلم علي أحدهم وتنصرف

بعد انصرافها يلتفت الشاب اللي سلمت عليه المزة ليقول لأصحابة : علي فكرة البنت ده شخصيتها حلوة

ينظر أصحابه له باحتقار .. ثم يأتي صوت المعلق : آخر حاجة تعلق عليها في البنت شخصيتها .. استرجل واشرب بيريل

إذا الأمور في غاية البساطة والوضوح .. الأعلان يتحدث في نقطتين هامتين .. الأولي أنك كي تصبح أكثر رجولة لابد أن تشرب بيريل

والثانية أنك إذا أصبحت رجلا حقا فلن تعلق علي شخصية البنت .. ربما أردافها أو صدرها .. لكن شخصيتها؟!!! بالطبع لا

هذا الإعلان يمثل صورة مصغرة لواقع قذر نعيشه الآن

ففي عصر الرأسمالية و الإنتاج الكبير وقوانين السوق يصبح كل شئ بمثابة سلعة ويصبح المقياس الوحيد للأشياء هو بمقدار ما تحققه هذه الأشياء من عائد .. يستوي في هذا الإنسان والآلة .. فالإنسان أصبح -تماما كالآلة- تتحدد قيمته بمقدار ما يعود من ورائه من ربح

حسنا ما هي القيمة التي قد نحصل عليها من المرأة؟

المرأة يمكن استخدامها اساسا كعنصر جنس

sex object

من الممكن أن تكون المرأة مصدرا للذة والإغراء .. حسنا فلنستخدمها في الإعلانات كمصدر للذة والإغراء لتحقق أكبر قدر من القبول ومن ثم التوزيع ومن ثم الربح .. لا يهم هنا مقدار الجزء الإنساني من المرء .. المهم هو أنها شيئا يمكن أن يجلب ربحا .. لو استطاعت الأشجار أو القطط أن تقوم بهذه الوظيفة التي تقوم بها المرأة لاستخدموها علي الفور

عند النظر للأمور بشكل أوسع يمكن أن نفهم حجم الإنحطاط الذي وصلنا له كبشر

والسبب .. أننا نعيش للأسف عصر رأسمالية الربح